الجمعة، 12 ديسمبر 2014

الثقة بالنفس والقرار

تشاورت مع نفسي مطولا هل أكتب بالفصحى أم أستقل بالعامية ؟! فتوصلت إلى أن الكتابة بالفصحى أدعى لأن تفهم بشكل أوضح لكن العامية هي الأجدى في إيصال الفكرة ونفاذ تأثيرها .. لذا رأيت أن الاستعانة بالعامية في بعض الأحيان لا ضير منه ولا أسى ..


فعليا بحثت عما أكتب لمدة تتجاوز الأربع ساعات ، أكتب و أقوم مباشرة بالمسح ، أكتب نصف صفحة ثم أقوم بإلغائها .
أشعر أنني عاجزة عن صياغة فعليه لما أريد إيصاله ، وتتزاحم الأفكار في رأسي فأبدو مشوشة وغير واثقة بما سأكتبه .

من المشين جدا أن يعتقد الشخص منا أنه غير واثق بما يفعل .. 

غير أنني أثق بنفسي بأنني حين أشعر أن ما أكتبه لا يمكن الوثوق به فهذه حقيقة يجب أن أسلم بها . فكشخص يثق كثيرا بنفسه فهو بالتالي يثق بآرائه ورؤيته للأمور . 

الكثير من الناس يقوم بالخلط بين ثقة الشخص بنفسه وبين سرعته بآخذ قراراته ، بينما من الممكن أن التأخر أو التردد في اتخاذ القرارات قد يكون تابع لثقة الشخص في نفسه .. فما يراه العالم أنه الخيار الأصلح للشخص قد يرى الشخص نفسه أن هذا الخيار لا يمكن الوثوق به ، ولثقته في رؤيته للأمور يقوم بتجنبه أو التردد في اتخاذه أو القيام بإلغائه لذا التعجل في أخذ القرارات لاعتقاد أنها صائبة إلى حد ما  لا يمثل الثقة بالنفس بل هو المثال الأمثل للتهور " والثقة على قل سنع " . 


الشخص الذي يثق بنفسه وبرؤيته للأمور من حوله هو الشخص الأقدر على تحديد نجاح قراراته من عدمها
لذا حين تقرر الواحدة منا أن تقدم على خطوة ما يجب عليها أن تكون واثقة فعليا من نفسها ، لا من القرار نفسه فقط

لماذا ؟!

لأن معطيات  القرارات  تتغير مع تغيرات الظروف ، فالدراسة في تخصص معين ظروف متغيره ، والدراسه خارجا  ظروف متغيره ، والزواج ظروف متغيره ، ومشروعك الخاص ظروف متغيره  ، أما المعطيات الثابتة هي نفسك أنت

لذا ارتأيت من نفسك أنك " كفو " وقادرة على تحمل المسئولية كامله دون التذمر أو محاولة الخلاص أو الانتكاسة بادري باتخاذ القرار المناسب ذو المعطيات " اللي تقدرين عليها "  

  اذا الثقة بالنفس تأتي أولا ثم الثقة بصلاحية القرار وملائمته لإمكانياتك الشخصية ، " امكانياتك الفعلية لا الخيالية الله يحفظك "
إن ثقة الشخص في نفسه تعني أنه قادر على المقاومة ، قادر على محاولة انجاح الأمر حتى اللحظة الأخيره ، قادر على أن ينهض بعد السقوط مباشرة ، قادر على ابتكار ما يساند ويدعم قراراته ، قادر على أن يثبت للعالم أجمع أنه " قد قراره " وينجح .


أولئك الواثقين بقراراتهم وحدها ، حين واجهتم أول عقبة  انسحبوا .. بكوا وانتحبوا .. ، وألقوا باللوم على الظروف ، بينما الظروف متغيره وهم أولوا الثبات !!


أعرف أن الدراسة خارجا حلم الكثيرات بل تشكل الرغبة الفعلية لهن ، لكن هل يجدن في أنفسهم القدرة  على تحقيق ذلك منذ أول عقبة يشتكون الغربة وأنها السبب في تعثرهم الدراسي بينما الحقيقية أنهن غير قادرات على النجاح خارج محيط العائلة وهذا ليس عيب ، العيب أنهن كنا واثقات بالقرار وحده فقط دون أن يكون لشخصياتهم وإمكانياتهم الفعلية أثر في الاختيار   !! ، الكثير من الفتيات يرغبن بالاستقرار وتكوين أسره لطيفه زوج وأطفال ومنذ أول الزواج يختلفان وينفصلان !! لثقتهم أن الزواج " ستر "  وأن الرجل " كفو " دون ثقتهم في أنفسهم هل يستطيعون في هذه المرحلة العمرية أن يتحملوا مسئولية حياة أخرى مختلفة وأبناء وتربية و و و !!
" الكثير يحلمون بمشاريعهم الخاصة لكن من أول عقبة مالية ، يعلن الخسارة والاستسلام "


ما اريد تلخيصه ببساطه  :
" إن القرارات التي تشكل مسارنا في الحياة ما هي طموح وأحلام وكلام ايجابي هي هل نقدر عليها أو لا .. الوقت اللي يضيع في التخطيط للأحلام والوصول لها يفترض يصرف على استكشاف الشخصية و الإمكانات الفعلية لنا .. كلنا نحلم كلنا نقدر نقول كلام ايجابي لكن هل بالفعل نقدر ننفذ ؟ نقدر نكون شخص " قول و فعل " نقدر نوقف من جديد لما تدهسنا الحياة ؟ .. نقدر نتغرب ونتعلم لغة جديدة ونتعب من جديد على انفسنا ، نقدر نفتح بيوت ونتحمل مسئولية أرواح جديدة العمر كله ، نقدر نفتح مشاريعنا الخاصة وندفع عليها مال ، وجهد ووقت ؟ .. نقدر نحاول ننقذ أنفسنا كل ما حسينا إننا خسرنا أنفسنا في هالحياة ؟ " 


جميعها تساؤلات ابحثوا عن إجاباتها في دواخلكم ..
كونوا صريحات ، شفافات ، وتحلوا بمقدار عالي من المصداقية .
وتذكروا أن القرارات السليمة خلفها شخص واثق من نفسه و" فاهمها صح "


واختم بما قاله  الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله  في كتابه فن اتخاذ القرار :
" كلنا لدينا قرارات مشتركه وهي أن نكون سعداء في حياتنا ، أن نكون ناجحين في عملنا ، لكننا نجد أنفسنا لم نفعل أيا مما قررناه ، هذه القرارات تعرف بإسم القرارات الضعيفه  أما القرارات القوية فهي القرارات التي يستطيع صاحبها أن ينفذها ، وعلينا أن ندرك أن القرار هو ما يحدد المصير "



















هناك تعليق واحد:


  1. أولئك الواثقين بقراراتهم وحدها ، حين واجهتم أول عقبة انسحبوا .. بكوا وانتحبوا .. ، وألقوا باللوم على الظروف ، بينما الظروف متغيره وهم أولوا الثبات !!

    حبيت هذي الجزئية .. فعلا تمثل كثيرين يطمحون ويحلمون ثم يقفون طويلا عند هذه النقطة وقد ترسم حدود حلمهم وتوصمه بالفشل

    ردحذف