السبت، 2 مايو 2015

البدء من جديد




أعتذر لانقطاعي الفترة الماضية بسبب بعض الأمور التي استوجب علي إتمامها قبل بداية الإنطلاقه لعهد جديد ورائع من التدوين . 

أما بعد ، أكتب هذه التدوينة  لكل أولئك المتمسكين بجذوة أمل ، المتفائلين رغم ظروف الحياة الصعبة ، المستنيرين بنور الحق في قلوبهم  ، والباحثين عن حقيقة أنفسهم ، للمختلفين منكم .. وللرائعين جدا ..

في مجتمعنا يعاب دائما على من يحاول البدء من جديد على من يغير مساره في الحياة ، على من يحاول تصحيح أخطائه السابقة ، وينتقد بشدة من يقدم على الخطوة الأولى في مواجهة التيار .

نحن كمجتمع نقف ضد كل شخص قرر الانفصال عن شريك حياته ، كل شخص قام بتغيير تخصصه الجامعي  ، كل شخص ترك الجامعة وقرر إقحام نفسه في سلك العمل ، الشخص الذي قرر ترك عاداته السيئة ، الشخص الذي قرر الهجرة بعيدا ، الشخص الذي قرر أن يكون مختلف على نحو متفرد ، نحن كمجتمع يقف دائما ليقول للآخرين : لستم أكفاء بما يكفي .

وكأن مفهوم الكفاءة معايير ثابتة نعتقد أنها إلزامية .

إن الشخص القادر على البدء من جديد شخص لا يستهان به على الإطلاق .
شخص يمتلك القوة الكافية ليواجه الحياة من جديد ، ليكون عكس التيار بمفرده .

مشكلة البعض أنه يعتقد من منظوره القاصر أن الحياة التقليدية هي الحياة الناجحة هي المثالية التي ينشدها الجميع ، بينما المثالية التي يتحدث عنها ليست تخص الآخرين في شيء ، المثالية التي تحد من طموح الشخص و" تكسر مجاديفه " وتحبطه ، أمر يستوجب الخلاص منه لا البحث عنه .

المثالية المجتمعية قد تجعل منك شخص سلبي ، متذمر ، شخص غير قادر على اتخاذ قرار تحسم به المسائل المتعلقة بك وحدك ، أنت تنتظر أن يقرر عنك المجتمع ، أنت تبحث عمن يقدرك عمن يؤمن بك في الوقت الذي يجب أن تؤمن أنت بنفسك وأن تقدرها ليقدرك فيما بعد مجتمعك.

 يقول المفكر علي شريعتي " إن قيمة كل واحد منا على قدر إيمانه بنفسه " .

لكل شخص يتألم من البدايات ولا يخشاها ، يؤمن أنها الأفضل ويكافح من أجلها . لكل من يهمش أحاديث العالم عنه وهو يسقط ويعاود الوقوف مجددا ، لكل شخص أراد أن يكون هو لا أن يكون نسخة تقليدية لمجتمع لا يؤمن بالتفرد ، أنا بجانبك ربما لا تراني ولكنني أشعر بك حقا .
 أنا بدأت من الصفر ، وتألمت كثيرا وسقطت كثيرا وما زلت أسقط وأعاود الوقوف وأعلم جيدا كم هو مؤلم أن تصاب في أهدافك أن تراها تبتعد كلما اقتربت منها وأن تبدأ من الصفر من حيث لم تنتهي أساسا أن تبدأ من أول الأمر وكأنك لم تجتهد ولم تبذل أي شيء في سبيلها  .
 أن تخلق هالة ايجابية  رغم شعور الانكسار في روحك ، رغم نوبات الإحباط التي تعتريك رغم انهزامك رغم المرارة التي لا تستسيغها روحك ،
لطعم الفشل والإخفاق الذي تلوكه في فمك، للشعور الخانق في صدرك وأنت تحاول ألا تخسر عزمك وإصرارك للدموع التي تغرق بها وتنعدم رؤيتك أحيانا وتضيق من نفسك  ..

" استعن بالله ولا تعجز "

..  كن صبورا و جاهد فالحياة جهاد و " لكل امرئ ما نوى"   .. 


للاستفسارات مرحب بكم على  :